الْبَابُ
الْأَوَّلُ:
الرَّافِضَةُ
أَكْذَبُ الطَّوَائِفِ
قَالَ
حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
لَمْ
أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ،
أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ.
قَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ:
مَا
رَأَيْتُ فِي الْأَهْوَاءِ قَوْمًا
أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ.
قَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ
إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ:
وَتُقْبَلُ
شَهَادَةُ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ إِلَّا
الْخَطَّابِيَّةَ مِنَ الرَّافِضَةِ ،
لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ الشَّهَادَةَ
بِالزُّورِ لِمُوَافِقِيهِمْ.
قَالَ
يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ ":أُجِيزُ
شَهَادَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ كُلِّهِمْ
إِلَّا الرَّافِضَةَ ، فَإِنَّهُ يَشْهَدُ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ."
قَالَ
حَرْمَلَةُ:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
لَمْ
أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ
أَكْذَبَ فِي الدَّعْوَى ، وَلَا أَشْهَدَ
بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ.
الْبَابُ
الثَّانِي:
الصَّلاَةُ
خَلْفَ الرَّافِضَةِ
قَالَ
البُوَيْطِيُّ:
سَأَلْتُ
الشَّافِعِيَّ:
أُصَلِّي
خَلْفَ الرَّافِضِيِّ؟ قَالَ:
لاَ
تُصَلِّ خَلْفَ الرَّافِضِيِّ، وَلاَ
القَدَرِيِّ، وَلاَ المُرْجِئِ.
قُلْتُ:
صِفْهُمْ
لَنَا.
قَالَ:
مَنْ
قَالَ:
الإِيمَانُ
قَوْلٌ، فَهُوَ مُرْجِئٌ، وَمَنْ قَالَ:
إِنَّ
أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَيْسَا
بِإِمَامَيْنِ، فَهُوَ رَافِضِيٌّ،
وَمَنْ جَعَلَ المَشِيئَةَ إِلَى نَفْسِهِ،
فَهُوَ قَدَرِيٌّ.
الْبَابُ
الثَّالِثُ:
وَصْفُ
الرَّافِضَةِ وَذَمُّ عَقَائِدِهِمْ
وَأَنَّهُمْ شَرُّ عِصَابَةٍ
قَالَ
البُوَيْطِيُّ:
قَالَ
الشَّافِعِيُّ:
مَنْ
قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ
لَيْسَا بِإِمَامَيْنِ، فَهُوَ رَافِضِيٌّ.
قَالَ
الزَّعْفَرَانِيُّ:
قَالَ
الشَّافِعِيُّ:
إِذَا
حَضَرَ الرَّافِضِيُّ الْوَقْعَةَ
وَغَنِمُوا لَمْ يُعْطَ مِنَ الْفَيْءِ
شَيْئَا لِأَنَّ اللهَ ذَكَرَ آيَةَ
الْفَيْءِ ثَمَّ قَالَ فِيهَا:
{وَالَّذِينَ
جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا
لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ}،
فَمَنْ لَمْ يُقَلْ بِهَذَا لَمْ
يَسْتَحِقّ.
قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
مَا
أَرَى النَّاسَ ابْتُلُوا بِشَتْمِ
أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا
لِيَزِيدَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
بِذَلِكَ ثَوَابًا عِنْدَ انْقِطَاعِ
عَمَلِهِمْ.
قَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ
الْمُرَادِيِّ:
قَالَ
لِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ:
«مَا
سَاقَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ
يَتَقَوَّلُونَ فِي عَلِيٍّ وَفِي أَبِي
بَكْرٍ وَعُمَرَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لِيُجْرِيَ
اللَّهُ لَهُمُ الْحَسَنَاتِ وَهُمْ
أَمْوَاتٌ».
قَالَ
يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ إِذَا ذُكِرَ الرَّافِضَةُ
عَابَهُمْ أَشَدَّ الْعَيْبِ، فَيَقُولُ:
شَرَّ
عِصَابَةٍ.
قَالَ
حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى:
قَالَ
الشَّافِعِيُّ:
مَا
كَلَّمْتُ رَجُلا فِي بِدْعَةٍ، إِلا
رَجُلا مُتَشَيِّعًا، إِنَّ التَّشَيُّعَ
أَضَلُّ الْبِدَعِ وَأَرْدَاهَا وَهُوَ
الرَّفْضُ.
الْبَابُ
الرّابعُ:
إِجْمَاعُ
الصَّحَابَةِ عَلَى خِلاَفَةِ
وَأَفْضَلِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ
الشَّافِعِيُّ:
خِلَافَةُ
أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ حَقٌّ، قَضَاهَا اللَّهُ فِي
سَمَائِهِ وَجَمَعَ عَلَيْهَا قُلُوبَ
أَصْحَابِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
أَجْمَعَ
النَّاسُ عَلَى خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ
فَاسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ ثُمَّ
جَعَلَ عُمَرُ الشُّورَى إِلَى سِتَّةٍ
عَلَى أَنْ يُوَلُّوهَا وَاحِدًا،
فَوَلَّوْهَا عُثْمَانَ، قَالَ
الشَّافِعِيُّ:
وَذَلِكَ
أَنَّهُ اضْطُرَّ النَّاسُ بَعْدَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَلَمْ يَجِدُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ
خَيْرًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
فَوَلَّوْهُ رِقَابَهُمْ.
قَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
وَمَا
أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ مِنْ
أَنْ يَكُونَ الْخَلِيفَةُ وَاحِدًا
فَاسْتَخْلفُوا أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ
اسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ ثُمَّ
عُمَرُ أَهْلَ الشُّورَى لِيخْتَاروا
وَاحِدًا فَاخْتَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ.
الْبَابُ
الْخَامِسُ:
إِجْمَاعُ
الصَّحَابَةِ عَلَى خِلاَفَةِ
وَأَفْضَلِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ
وَمِنْ بَعْدِهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
عَنْ
أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ
قَالَ:
مَا
اخْتَلَفَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ
وَالتَّابِعِينَ فِي تفْضِيلِ أَبِي
بَكْرٍ وَعُمَرَ وَتَقْدِيمِهِمَا عَلَى
جَمِيعِ الصَّحَابَةِ وَإِنَّمَا
اخْتَلَفَ مَنِ اخْتَلَفَ مِنْهُمْ فِي
عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ وَنَحْنُ لَا
نُخَطِّئُ وَاحِدًا مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِيمَا فَعَلُوا.
الْبَابُ
السَّادِسُ:
عَقِيدَةُ
الشَّافِعِيِّ فِي التَّفْضِيلِ بَيْنَ
الصَّحَابَةِ
قَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
أَفْضَلُ
النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ
ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ
عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ هِشَامِ
بْنِ عُمَرَ الْبَلَدِيُّ:
هَذِهِ
وَصِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ
الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَوْصَى
أنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ،
ثُمَّ َعُثْمَانُ، ثُمَّ َعَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ
عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
قَالَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْحَجَبِيُّ لِلشَّافِعِيِّ:
مَا
رَأَيْتُ قُرَشِيًّا يُفَضِّلُ أَبَا
بَكْرٍ وَعُمَرَ عَلَى عَلِيٍّ غَيْرَكَ.
فَقَالَ
لَهُ الشَّافِعِيُّ:
عَلِيٌّ
ابْنُ عَمِّي وَابْنُ خَالِي، وَأَنَا
رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ،
وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ
الدَّارِ، وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ
مَكْرُمَةً لَكُنْتُ أَوْلَى بِهِمَا
مِنْكَ، وَلَكِنْ لَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى
مَا تَحْسَبُ.
الْبَابُ
السَّابعُ:
عَقِيدَةُ
الشّافِعِيِّ فِي الْخِلاَفَةِ
وَالتَّفْضِيلِ
قَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
فِي
الْخِلَافَةِ وَالتَّفْضِيلِ، نَبْدَأُ
بأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ
وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
قَالَ
أَبُو شُعَيْبٍ وَأَبُو ثَوْرٍ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ
إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ
اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:
الْقَوْلُ
فِي السُّنَّةِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا
وَرَأَيْتُ أَصْحَابَنَا عَلَيْهَا
أَهْلَ الْحَدِيثِ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ
وَأَخَذْتُ عَنْهُمْ مِثْلَ سُفْيَانَ
وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمَا:
وأَعْرِفُ
حَقَّ السَّلَفِ الَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ
اللهُ تَعَالَى لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَالْأخْذُ بِفَضَائِلِهِمْ، وَأُمْسِكُ
عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ صَغِيرِهِ وَ
كَبِيرِهِ، وأقدم أبا بَكْرٍ، ثُمَّ
عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيّاً
رضي الله عنهم، فَهُمُ الْخُلَفَاءُ
الرَّاشِدُونَ.
الْبَابُ
الثَّامِنُ:
مَنْ
هُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ
الْمَهْدِيُّونَ؟
قَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
أَبُو
بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ
الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ.
قَالَ
أَبُو شُعَيْبٍ وَأَبُو ثَوْرٍ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ
إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ
اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:
الْقَوْلُ
فِي السُّنَّةِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا
وَرَأَيْتُ أَصْحَابَنَا عَلَيْهَا
أَهْلَ الْحَدِيثِ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ
وَأَخَذْتُ عَنْهُمْ مِثْلَ سُفْيَانَ
وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمَا:
وأَعْرِفُ
حَقَّ السَّلَفِ الَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ
اللهُ تَعَالَى لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَالْأخْذُ بِفَضَائِلِهِمْ، وَأُمْسِكُ
عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ صَغِيرِهِ وَ
كَبِيرِهِ، وأقدم أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ
عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيّاً
رضي الله عنهم، فَهُمُ الْخُلَفَاءُ
الرَّاشِدُونَ.
الْبَابُ
التَّاسِعُ:
عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَامِسُ
الْخُلَفَاءِ
قَالَ
حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
الخُلَفَاءُ
خَمْسَةٌ:
أَبُو
بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعلِيُّ،
وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ."
قَالَ
غَيْلَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمِصْرِيُّ:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
الْخُلَفَاءُ
خَمْسَةٌ:
أَبُو
بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ،
وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
الْبَابُ
الْعَاشِرُ:
نَهْيُهُ
عَنْ تَنَقُّصِ الصَّحَابَةِ أَوِ
الْخَوْضِ فِي أَعْرَاضِهِمْ
قَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ:
قَالَ
الشَّافِعِيُّ:
مَنْ
عَانَدَ السُّنَّةَ قَصَدَ الصَّحَابَةَ
وَمَنْ قَصَدَ الصَّحَابَةَ أَبَغَضَ
النَّبِيَّ وَمَنْ أَبَغَضَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَفَرَ بِاللهِ الْعَظِيمِ.
قَالَ
الْمُزَنِيُّ:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يَقُولُ لِلرَّبِيعِ:
يَا
رَبِيعُ ، اِقْبَلْ مِنِّي ثَلاثَةَ
أَشْيَاءَ، لَا تَخُوضَنَّ فِي أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَإِنَّ خَصْمَكَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا تَشْتَغِلْ
بِالْكَلامِ، فَإِنِّي قَدِ اطَّلَعْتُ
مِنْ أَهْلِ الْكَلامِ عَلَى التَّعْطِيلِ،
وَلَا تَشْتَغِلْ بِالنُّجُومِ، فَإِنَّهُ
يَجُرُّ إِلَى التَّعْطِيلِ.
قَالَ
الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ:
قَالَ
الشَّافِعِيُّ:
أَثْنَى
اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْه وَسَلَّمَ فِي الْقُرْآنِ
وَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجيلِ وَسِيقَ
لَهُمْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ مِنَ
الْفَضْلِ مَا لَيْسَ لِأحَدٍ بَعْدَهُمْ
فَرَحِمَهُمُ اللهُ وَهَنَّأَهُمْ بِمَا
آتَاهُمْ مِنْ ذَلِكَ بِبُلُوغِ أعْلَى
مَنَازِلِ الصِّدِّيقِينَ وَالشّهداءِ
وَالصَّالِحِينَ فَهُمْ أَدَّوْا إلْيَنَا
سُنَنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْه وَسَلَّمَ وَشَاهَدُوهُ
وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيه فَعَلِمُوا
مَا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيه وَسَلَّمَ عَامًّا وَخَاصًّا
وَعَزْمًا وَإِرْشَادًا وَعَرَفُوا مِنْ
سُنَّتِهِ مَا عَرَفْنَا وَجَهْلِنَا،
وَهُمْ فَوْقَنَا فِي كُلِّ عِلْمٍ
وَاجْتِهَادٍ وَوَرَعٍ وَعَقْلٍ وَأَمْرٍ
اُسْتُدْرِكَ بِهِ عِلْمٌ وَاسْتُنْبِطَ
بِهِ، وآراؤهم لَنَا أَحْمَدُ وَأَوْلَى
بِنَا مِنْ آرائنا عندَنَا لِأَنْفَسُنَا
وَاللهُ أعْلَمُ.
قَالَ
أَبُو شُعَيْبٍ وَأَبُو ثَوْرٍ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ
إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ
اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:
الْقَوْلُ
فِي السُّنَّةِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا
وَرَأَيْتُ أَصْحَابَنَا عَلَيْهَا
أَهْلَ الْحَدِيثِ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ
وَأَخَذْتُ عَنْهُمْ مِثْلَ سُفْيَانَ
وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمَا:
وأَعْرِفُ
حَقَّ السَّلَفِ الَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ
اللهُ تَعَالَى لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَالْأخْذُ بِفَضَائِلِهِمْ، وَأُمْسِكُ
عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ صَغِيرِهِ وَ
كَبِيرِهِ.
قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ هِشَامِ
بْنِ عُمَرَ الْبَلَدِيُّ:
هَذِهِ
وَصِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ
الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَوْصَى
أنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ،
ثُمَّ َعُثْمَانُ، ثُمَّ َعَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ
عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَأَتَوَلَّاهُمْ،
وَأَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، وَلِأَهْلِ
الْجَمَلِ وَصِفِّينَ، الْقَاتِلِينَ
وَالْمَقْتُولِينَ، وَجَمِيعِ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَجْمَعِينَ.
قَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ:
سَمِعْتُ
الشَّافِعِيَّ يُنْشِدُ:
شَهِدْتُ
بِأَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ
...
وَأَشْهَدُ
أَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ وَأُخْلِصُ
وَأَنَّ
عُرَى الْإِيمَانِ قَوْلٌ مُحسن ...
وَفِعْلٌ
زَكِّيٌّ قَدْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ
وَأَنَّ
أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَةُ أَحْمَدِ ...
وَكَانَ
أَبُو حَفْصٍ عَلَى الْخَيْرِ يَحْرِصُ
وَأُشْهِدُ
رَبِّي أَنَّ عُثْمَانَ فَاضِلٌ ...
وَأَنَّ
عَلِيًّا فَضْلُهُ متُخَصِّصُ
أَئِمَّةُ
قَوْمٍ يُقْتدى بِفعالهمُ ...
لَحَا
اللَّهُ مَنْ إِيَّاهُمُ يَتَنَقَّصُ
فَمَا
لِغوَاةٍ يَشْتمونَ سَفَاهَةً ...
وَمَا
لِسَفِيهٍ لَا يجاب فيَحرصُ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire