mardi 30 avril 2013

الذب عن الصحابة


تاريخ الصحابة رضوان الله عليهم شابه الكثير من الشبهات والتهم التي أُثيرَت حولهم رضي الله عنهم سواءً من المستشرقين أو المستغربين الذين فُتِنُوا بالغرب وصاروا لسانًا له يروجون أقواله وأفكاره، طاعنين في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين

فهؤلاء الطاعنون في صحابة رسول الله إنما يريدون بطعنهم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاته، ولكنهم لا يتمكنون من ذلك فيطعنون في أصحابه فإن فسد الأصحاب فسد الرجل، وإن صلح الأصحاب صلح الرجل

فالطعن في الصحابة طعن في الدين لأن الدين أتانا عن طريقهم كما يقول ابن تيمية رحمه الله

وما أعتقد أن شخصية في تاريخنا الإسلامي من الرعيل الأول من الصحابة الذين تربوا على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نالها من التشويه والدس والافتراء والظلم ما نال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما سوى سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ حيث امتلأت معظم المصادر التاريخية بالكثير من الروايات الضعيفة أو المكذوبة على هذا الصحابي الكريم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما؛ فكان لزامًا علينا الحديث والكتابة عنه، والذَّبُّ عن عرضه وفق المنهج الصحيح، فمعاوية رضي الله عنه أحد الصحابة الذين كَثُرَ الطعنُ فيهم، والافتراء عليهم والظلم والتشويه لهم، وربما يرجع ذلك إلى أن معاوية رضي الله عنه صِهْرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخال المسلمين وأمير المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين، فإذا طعن فيه أصبح من اليسر الطعن فيما سواه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بالإضافة إلى ما شابه من أحداث الفتنة، فهذا وغيره سمح لهؤلاء الجهلة بالطعن فيه

أما جمهور الأمة الإسلامية فقد أجمع على عدالة جميع الصحابة سواءً من لابس الفتنة منهم في كلا الفريقين، أو الفريق الثالث الذي اعتزلها، وفيه يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله: معاوية عندنا محنة (اختبار)؛ فمن رأيناه ينظر إليه شَزَرًا اتهمناه على القوم يعني الصحابة

وقد حذَّرَ رسولنا الكريم من الطعن في صحابته الأخيار، وأوجب على جميع المسلمين أن يعرفوا لصحابته قدرهم وحقهم، فهم في منزلتهم كالنجوم العوالي، فهيهات هيهات أن يبلغ أحد من العالمين مِن بعدِهِم منزلتهم، فمن طعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى رب العالمين، روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهَ اللهَ في أصحابي، اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببُغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى اللهَ فيوشك أن يأخذه

وانظر أيضًا إلى هذا الحديث الشريف الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه.. ومعنى قوله نصيفه أي: نصف المد

النفور مما يوغر الصدور


بسم الله الرحمن الرحيم
عن عمرو بن أبي قرة قال كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة. فيقول سلمان : حذيفة أعلم بما يقول. فيرجعون إلى حذيفة فيقولون له : قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك ولا كذبك. فأتى حذيفة سلمان وهو في مبقلة فقال : يا سلمان ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال سلمان : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ويرضى فيقول في الرضا لناس من أصحابه. أما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال وحتى توقع اختلافا وفرقة ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال : أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة. والله لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر. رواه أبو داود وصححه الألباني
قوله ( وهو في مبقلة ) : أي في أرض ذات بقل ( أما تنتهي ) : أي ألا تمتنع عما تذكر، هذه مقولة سلمان الفارسي قالها لحذيفة ( حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال ) المعنى : حتى تدخل في قلوب بعض الرجال محبة بعض الرجال وفي قلوب بعضهم بغض بعضهم ( فاجعلها ) : بصيغة الأمر أي فاجعل يا الله تلك اللعنة ( صلاة ) : أي رحمة كما في رواية مسلم ، والصلاة من الله تعالى الرحمة
وأخرج مسلم في باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه من كتاب الأدب عن عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم : أوما علمت ما شارطت عليه ربي، قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا. وأخرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة
والمعنى إنما وقع من سبه ودعائه صلى الله عليه وسلم على أحد ونحوه ليس بمقصود بل هو مما جرت به العادة فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة فسأل ربه سبحانه ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورا وأجرا، وإنما كان يقع هذا منه صلى الله عليه وسلم نادرا لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا لعانا. ( والله لتنتهين ) : والحاصل أن سلمان رضي الله عنه ما رضي بإظهار ما صدر في شأن الصحابة لأنه ربما يخل بالتعظيم الواجب في شأنهم بما لهم من الصحبة قاله السندي
هذا أصل عظيم في أدب التعامل مع الصحابة رضي الله عنهم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله موضحا عقيدة أهل السنة والجماعة : ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيِّرَ عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون..، ثم قال : ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم
وقال أيضا : ثم القَدْر الذي يُنكر من فعل بعضهم قليل نزرٌ مغفورٌ في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة، والعلم النافع والعمل الصالح، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل، علِم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم، وأكرمِهَا على الله

ويستفاد من هذا الأصل التأدب مع البشر عموما، وبالأخص منهم المسلمين. وينبغي الأدب مع العلماء لأنهم ورثة الأنبياء. العلماء بشر يخطئون ويصيبون، يبذلون الجهد لتعليم الأمّة، والأمر ليس سهلا بالأخص في غياب الخلافة الراشدة. وهم قد يختلفون وقد يقول بعضهم كلاما قاسيا لبعض ؛ وفي غالب الأحيان لا نفهم - نحن العامة - سبب اختلافهم. فلا ينبغي فتح الباب للتطاول عليهم. وإنه مما يدمي القلب ما نشاهده ونقرأه في المنتديات من تفسيق ولمز وتشهير. والله المستعان. قال تعالى : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) الحجرات : 11. أي : لا تلمزوا الناس. والهماز اللماز من الرجال مذموم ملعون، كما قال تعالى : ( ويل لكل همزة لمزة ) الهمزة : 1. فالهمز بالفعل واللمز بالقول كما قال : ( هماز مشاء بنميم ) القلم : 11. أي : يحتقر الناس ويهمزهم طاعنا عليهم، ويمشي بينهم بالنميمة وهي : اللمز بالمقال ؛ ولهذا قال هاهنا : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) كما قال : ( ولا تقتلوا أنفسكم ) النساء : 29. أي : لا يقتل بعضكم بعضا. قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة ومقاتل بن حيان : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) أي لا يطعن بعضكم على بعض

راجع

lundi 29 avril 2013

Karzaï reconnaît avoir reçu "l'argent fantôme" de la CIA

Le président afghan Hamid Karzaï, le 11 janvier 2013.

Le président afghan Hamid Karzaï a reconnu, lundi 29 avril, qu'un organisme dépendant de sa présidence, le Conseil national de sécurité (CNS), avait reçu ces dix dernières années de l'argent des services de renseignement américains.

Le président Karzaï confirme ainsi les informations révélées dimanche par le New York Times, selon lesquelles la CIA a secrètement livré dans des valises ou des sacs à dos des dizaines de millions de dollars en liquide au président afghan, pendant plus d'une décennie. La présidence assure toutefois que "le montant [des transactions] n'est pas très important".
La défense de M. Karzaï corrobore également les témoignages des officiels afghans cités dans l'article, selon lesquels rien n'indique que le président afghan en ait bénéficié personnellement, l'argent étant remis à son Conseil national de sécurité.
"ARGENT FANTÔME"
"La plus grande source de corruption en Afghanistan, c'étaient les Etats-Unis", a assuré sous couvert d'anonymat un responsable américain au New York Times. Versé pour s'assurer d'une influence dans le pays, cet argent aurait contribué à accroître la corruption en Afghanistan, selon des responsables actuels ou passés cités par le quotidien new-yorkais. "On l'appelait 'l'argent fantôme'", souligne Khalil Roman, chef de cabinet adjoint d'Hamid Karzaï entre 2002 et 2005 : "Il arrivait en secret et repartait en secret."
Selon l'enquête du journaliste Matthew Rosenberg, aucun contrôle n'était effectué sur les sommes ainsi versées par la CIA, qui finissaient entre les mains de seigneurs de guerre ou d'hommes politiques – dont certains liés au trafic de drogue ou même aux talibans – pour accroître l'influence américaine.
APRÈS TÉHÉRAN, WASHINGTON
Le quotidien avait déjà mis en lumière en 2010 le versement par l'Iran d'argent liquide à l'un des proches conseillers d'Hamid Karzaï, ce qu'il avait lui-même reconnu. Mais Téhéran a cessé ses versements, alors que ceux de la CIA se poursuivent, selon l'article du Times.
Après avoir déjà apporté des dizaines de milliards à l'Afghanistan, la communauté internationale a promis en juillet 2012 de lui fournir 16 milliards de dollars supplémentaires d'ici à 2015 pour l'aider à franchir l'étape du départ des forces de l'OTAN, mais a assorti cette aide de strictes conditions.
"Oui le CNS a reçu de l'argent de la CIA au cours des dix dernières années", a déclaré le président Karzaï en réaction à un article du New York Times à ce sujet, selon un texte distribué par la présidence à Kaboul.


Source : Le monde

في فضل ذكر الله

بسم الله الرحمن الرحيم
اشتكى رجل من ضعفه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدله على شيء يتشبث به فأوصاه بذكر الله. فعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به. قال : لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد - بلفظ مقارب - وهو صحيح إن شاء الله. انظر الدرر السنية
وقد عد الله الذاكرين من جملة المغفور لهم فقال سبحانه : إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما. سورة الأحزاب : 35
ذاكر الله حي وغيره ميت. فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت. رواه البخاري في صحيحه. وقال تعالى في سورة يس : وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ( 69 ) لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ( 70 ). وإنما ينتفع بنذارته من هو حي القلب، مستنير البصيرة، كما قال قتادة : حي القلب ، حي البصر
وقد حثنا الله سبحانه على الإكثار من ذكره فقال عز وجل : يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا. الأحزاب : 41. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على جميع أحواله كما روت ذلك السيدة عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه. (متفق عليه). والمعنى : في حال قيامه ومشيه وقعوده واضطجاعه، وسواء كان على طهارة أو على حدث
والصالحون يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الحسن البصري كثيرا ما يقول إذا لم يحدث، ولم يكن له شغل : سبحان الله العظيم. فذكر ذلك لبعض فقهاء مكة، فقال : إن صاحبكم لفقيه، ما قالها أحد سبع مرات إلا بني له بيت في الجنة. وكان عامة كلام ابن سيرين : سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده. نام بعضهم عند إبراهيم بن أدهم قال : فكنت كلما استيقظت من الليل، وجدته يذكر الله، فأغتم، ثم أعزي نفسي بهذه الآية : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. المائدة : 54. وكان بعض السلف يقصد السوق ليذكر الله فيها بين أهل الغفلة. والتقى رجلان منهم في السوق، فقال أحدهما لصاحبه : تعال حتى نذكر الله في غفلة الناس، فخلوا في موضع، فذكرا الله، ثم تفرقا، ثم مات أحدهما، فلقيه الآخر في منامه، فقال له : أشعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق؟
وذكر الله سهل على اللسان، عظيم الأجر فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله ، وبحمده سبحان الله العظيم. (متفق عليه). وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على جبل يقال له : جمدان. فقال : سيروا هذا جمدان، قد سبق المفردون. قالوا : ومن المفردون يا رسول الله؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : ذكر الله. حديث صحيح. وذكر الله مرغب فيه عند لقاء العدو، قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. سورة الأنفال : 45. عن قتادة في هذه الآية قال : افترض الله ذكره عند أشغل ما تكونون عند الضراب بالسيوف. وعن ابن جريج عن عطاء قال : وجب الإنصات والذكر عند الزحف. ثم تلا هذه الآية. قلت : يجهرون بالذكر؟ قال : نعم
وذكر الله يورث الطمأنينة في القلب. قال تعالى : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب. سورة الرعد : 28. وقال عز من قائل : الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد. سورة الزمر : 23. تلا قتادة رحمه الله : تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله. قال : هذا نعت أولياء الله، نعتهم الله بأن تقشعر جلودهم، وتبكي أعينهم، وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم، إنما هذا في أهل البدع، وهذا من الشيطان
وقد مدح الله الذاكرين في آيات كثيرة منها : إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ( 190 ) الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ( 191 ) سورة آل عمران. إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ( 15 ) تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ( 16 ) فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ( 17 ) سورة السجدة. روى الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عَجِب ربُّنا عزَّ وجلَّ من رجلينِ : رجلٍ ثار عن وِطائِه ولِحافِه من بينِ أهلِه وحيِّه إلى صلاتِه فيقولُ ربُّنا : أيا ملائكتي انظروا إلى عبدي ثار من فراشِه ووِطائِه ومن بينِ حيِّه وأهلِه إلى صلاتِه رغبةً فيما عندي وشفقةً مما عندي. ورجلٍ غزا في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ فانهزَموا فعلم ما عليه من الفرارِ وما له في الرجوعِ فرجع حتى أهريق دمُه رغبةً فيما عندي وشفقةً مما عندي. فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لملائكتِه : انظُروا إلى عبدي رجع رغبةً فيما عندي ورهبةً مما عندي حتى أهريق دمُه. والحديث حسن أو صحيح
يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله : المحب اسم محبوبه لا يغيب عن قلبه ، فلو كلف أن ينسى تذكره لما قدر، ولو كلف أن يكف عن ذكره بلسانه لما صبر. كيف ينسى المحب ذكر حبيب اسمه في فؤاده مكتوب. كان بلال كلما عذبه المشركون في الرمضاء على التوحيد يقول : أحد أحد، فإذا قالوا له : قل : واللات والعزى، قال : لا أحسنه
كلما قويت المعرفة صار الذكر يجري على لسان الذاكر من غير كلفة، حتى كان بعضهم يجري على لسانه في منامه : الله الله. ولهذا يلهم أهل الجنة التسبيح كما يلهمون النفس وتصير " لا إله إلا الله " لهم كالماء البارد لأهل الدنيا. إذا سمع المحب ذكر اسم حبيبه من غيره زاد طربه. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر : اقرأ علي. قلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : إني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا، قال : حسبك الآن. فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. متفق عليه
ذكر المحبين على خلاف ذكر الغافلين : إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم. الأنفال : 2
وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر
وصف علي رضي الله عنه يوما الصحابة فقال : كانوا إذا ذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في اليوم الشديد الريح، وجرت دموعهم على ثيابهم. كان أبو حفص النيسابوري إذا ذكر الله تغيرت عليه حاله حتى يرى جميع ذلك من عنده. قال مالك بن دينار : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل. قال ذو النون : ما طابت الدنيا إلا بذكره، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه، ولا طابت الجنة إلا برؤيته. فإذا قوي حال المحب ومعرفته، لم يشغله عن الذكر بالقلب واللسان شاغل، فهو بين الخلق بجسمه، وقلبه معلق بالمحل الأعلى. وفي هذا المعنى قيل
جسمي معي غير أن الروح عندكم فالجسم في غربة والروح في وطن
وهذه كانت حال الرسل والصديقين
ونختم بهذه الوصية الغالية : عن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال : يا معاذ والله إني لأحبك. فقال : أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح

راجع المواضيع الآتية


lundi 22 avril 2013

فضائح وفساد في الأزهر

فضائح مالية. فضائح في مناهج التربية 


بعد إسلامه.. منتج الفيلم المسىء للرسول ينتج فيلم للدفاع عن النبى الكريم | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني

بعد إسلامه.. منتج الفيلم المسيء للرسول ينتج فيلم للدفاع عن النبي الكريم | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني

بعد سبه للنبي الكريم يعلن إسلامه ويبكي عند قبره | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني

بعد سبه للنبي الكريم يعلن إسلامه ويبكي عند قبره | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني

روائع رسائل الرسول | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني

روائع رسائل الرسول | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني

vendredi 19 avril 2013

بلغوا عني ولو آية

الدعوة إلى الله
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اختار الله هذه الأمة، وجعل منها أمة الدعوة إلى الله. قال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون (110) سورة آل عمران
هذا وقد قضى رسولنا صلى الله عليه وسلم عمره داعيا إلى الله منذ أن أوحى الله إليه : يا أيها المدثر (1) قم فأنذر (2) سورة المدثر. وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، صارت الدعوة إلى الله واجبا على كل مسلم. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه البخاري والترمذي

قال الإمام ابن حجر في الفتح : قوله : ( بلغوا عني ولو آية ) قال المعافى النهرواني في " كتاب الجليس " له الآية في اللغة تطلق على ثلاثة معان : العلامة الفاصلة ، والأعجوبة الحاصلة ، والبلية النازلة . فمن الأول قوله تعالى : آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا. ومن الثاني : إن في ذلك لآية. ومن الثالث جعل الأمير فلانا اليوم آية . ويجمع بين هذه المعاني الثلاثة أنه قيل لها آية لدلالتها وفصلها وإبانتها . وقال في الحديث " ولو آية " أي واحدة ليسارع كل سامع إلى تبليغ ما وقع له من الآي ولو قل ليتصل بذلك نقل جميع ما جاء به صلى الله عليه وسلم . اهـ كلامه .

قوله : ( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم
وقال مالك المراد : جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن ، أما ما علم كذبه فلا
وقال الشافعي : من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجيز التحدث بالكذب ، فالمعنى حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه ، وأما ما تجوزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم وهو نظير قوله : إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم
وقال ابن تيمية : كان عبد الله بن عمرو قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد فإنها على ثلاثة أقسام
أحدها ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح
والثاني ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه
والثالث ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته لما تقدم وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرا ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف ولون كلبهم وعدتهم وعصا موسى من أي الشجر كانت ؟ وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى إلى غير ذلك مما أبهمه الله في القرآن مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز كما قال تعالى : { سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا } . فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الأدب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا . فإنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث فدل على صحته ؛ إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما ثم أرشد إلى أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته فيقال في مثل هذا : { قل ربي أعلم بعدتهم } فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس ممن أطلعه الله عليه ؛ فلهذا قال : { فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا } أي لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب
تعريف الإسرائيليات : الإسرائيليات هي مجموعة من القصص والتفسيرات لقصص وأحكام القرآن الكريم ، وأبطالها شخصيات من العهد القديم ورد ذكرهم في القرآن، وسبب تسميتها بذلك وإن كان هذا الاسم يدل بظاهره على اللون اليهودي : إما نظراً إلى الأصل لأن أصل النصارى راجع إلى بني إسرائيل ، وإما للتغليب فإن أكثر الأخبار منقول عن اليهود. وقد دخل الكثير من الإسرائيليات إلى كتب التفسير الإسلامية عن طريق اليهود الذين اعتنقوا الإسلام في مرحلة مبكرة مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه ، ولكن بعد فترة لم يَعُد اليهود الذين أسلموا وحدهم مصدر الإسرائيليات فكثير من المفسرين المسلمين كانوا يعودون بأنفسهم إلى الكتب الدينية اليهودية لتفسـير القصص. وكتب التفسير من عهد ابن جرير إلى اليوم لا يكاد يخلو تفسير منها من إسرائيليات إلا أنها متفاوتة قلة وكثرة
أورد ابن خلدون في مقدمته أسباب الاستكثار من المرويات الإسرائيلية فقال : وقد جمع المتقدمون في ذلك يعني التفسير النقلي وأوعوا، إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين، والمقبول والمردود ؛ والسبب في ذلك أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم، وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية، وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات، وبدء الخليقة، وأسرار الوجود، فإنما يسألون عنها أهل الكتاب قبلهم، ويستفيدونه منهم، وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى

قوله : ( ومن كذب علي متعمدا ) اتفق العلماء على تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه من الكبائر ، حتى بالغ الشيخ أبو محمد الجويني فحكم بكفر من وقع منه ذلك ، وكلام القاضي أبي بكر بن العربي يميل إليه. وجهل من قال من الكرامية وبعض المتزهدة إن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم يجوز فيما يتعلق بتقوية أمر الدين وطريقة أهل السنة والترغيب والترهيب ، واعتلوا بأن الوعيد ورد في حق من كذب عليه لا في الكذب له ، وهو اعتلال باطل ؛ لأن المراد بالوعيد من نقل عنه الكذب سواء كان له أو عليه ، والدين بحمد الله كامل غير محتاج إلى تقويته بالكذب . قال تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا. وقد أنشأ السلف الصالح عليهم رحمة الله علما مستقلا بذاته يسمى مصطلح الحديث وعلم الرجال أو الجرح والتعديل، لكي تصفّى السنة النبوية من إفك الكذابين واختراعاتهم

المصادر
وانظر أيضا


مراحل الدعوة الإسلامية في حياة النبي عليه الصلاة والسلام

مراحل الدعوة الإسلامية في حياة النبي عليه الصلاة والسلام
أول ما أوحى إليه ربه تبارك وتعالى : أن يقرأ باسم ربه الذي خلق ، وذلك أول نبوته ، فأمره أن يقرأ في نفسه ، ولم يأمره إذ ذاك بتبليغ ، ثم أنزل عليه : ( يا أيها المدثر قم فأنذر ) [المدثر : 1 ، 2 ] فنبأه بقوله ( اقرأ) وأرسله بـ : ( يا أيها المدثر ) ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين ، ثم أنذر قومه
أخرج البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، سورة الشُّعَرَاءِ: بَابُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ} أَلِنْ جَانِبَكَ:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي: «يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ». لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ». قَالُوا نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا. قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ». فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} قَالَ: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي، لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا». تَابَعَهُ أَصْبَغُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
وأنزل الله تعالى : فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين. قال أبو عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود : ما زال النبي صلى الله عليه وسلم مستخفيا ، حتى نزلت : ( فاصدع بما تؤمر ) فخرج هو وأصحابه. تفسير ابن كثير

ثم أنذر من حولهم من العرب فذهب إلى الطائف ليبلغ رسالة الله، وكان يلتقي بالحجاج في كل موسم. ثم أنذر العرب قاطبة ، ثم أنذر العالمين فكان يرسل رسله إلى ملوك وحكام الأرض. فأقام بضع عشرة سنة بعد نبوته ينذر بالدعوة بغير قتال ولا جزية ، ويؤمر بالكف والصبر والصفح . ثم أذن له في الهجرة ، وأذن له في القتال ، ثم أمره أن يقاتل من قاتله ، ويكف عمن اعتزله ولم يقاتله ، ثم أمره بقتال المشركين حتى يكون الدين كله لله ، ثم كان الكفار معه بعد الأمر بالجهاد ثلاثة أقسام : أهل صلح وهدنة ، وأهل حرب ، وأهل ذمة ، فأمر بأن يتم لأهل العهد والصلح عهدهم وأن يوفي لهم به ما استقاموا على العهد ، فإن خاف منهم خيانة نبذ إليهم عهدهم ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد ، وأمر أن يقاتل من نقض عهده . ولما نزلت سورة ( براءة ) نزلت ببيان حكم هذه الأقسام كلها ، فأمره فيها أن يقاتل عدوه من أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية أو يدخلوا في الإسلام ، وأمره فيها بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم فجاهد الكفار بالسيف والسنان ، والمنافقين بالحجة واللسان .

المصادر




jeudi 18 avril 2013

حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي

حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي 
 
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد : فلا يخفى ما ورد في الكتاب والسنة مــن الأمر باتباع ما شرعه الله ورسوله، والنهي عن الابتداع في الدين، قال تعالى :(( قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)) [آل عمران : 31]، وقال تعالـى : ((اتَّـبـِعُوا مَا أُنزِلَ إلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ولا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)) [الأعراف : 3]، وقــال تعالى :(( وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ)) [ الأنعـام : 153]، وقال صلى الله عليه وسلم : إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هـدي محمد، وشر الأمور محدثاتها. وقال صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هـذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.
وإن من جملة ما أحدثه الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول؛ وهم في هذا الاحتفال على أنواع
فمنهم من يجـعـلـه مجرد اجتماع تقرأ فيه قصة المولد، أو تقدم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة.
ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك ويقدمه لمن حضر.
ومنهم من يقيمه في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت.
ومنهم من لا يقتصر على ما ذكر، فيجعل هذا الاجتماع مشتملاً على محرمات ومنكرات من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء، أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول صلى الله عـلـيــه وسلم وندائه والاستنصار به على الأعداء وغير ذلك، وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مقاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة بعد القرون المفضلة بأزمان طويلة

بداية الاحتفال بالمولد النبوي
الخلفاء الفاطميون وبدعة الاحتفال بالمولد النبوي
ذكر تقي الدين أحمد بن علي المقريزي في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار : كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة: أعياد ومواسم، وهي: موسم رأس السنة، وموسم أوّل العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومولد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن، ومولد الحسين عليهما السلام، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أوّل رجب، وليلة نصفه، وليلة أوّل شعبان، وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرّة رمضان، وسماط رمضان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد النحر، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النوروز، ويوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس، وأيام الركوبات.
وقال مفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ محمد بن بخيت المطيعي في "أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام" : مما أحدث وكثر السؤال عنه الموالد، فنقول : إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله.. الخ.
وقال الشيخ علي محفوظ رحمه الله وهو من كبار علماء مصر في "الإبداع في مضار الابتداع" : قيل أول من أحدثها - أي الموالد - بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي رضي الله عنه، ومولد السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد الخليفة الحاضر... الخ.

سلطان إربل وإحياء الموالد
كان بالموصل رجل من الزهاد هو الشيخ عمر بن محمد الملا (وكانت له زاوية يقصد فيها، وله في كل سنة دعوة في شهر المولد يحضر فيها عنده الملوك والأمراء والعلماء والوزراء ويحتفل بذلك). قال أبو شامة في كتابه: "الباعث على إنكار البدع والحوادث" في معرض كلامه عن الاحتفال بالمولد النبوي : وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره رحمهم الله تعالى.
وصاحب إربل هذا هو المظفر أبو سعيد كوكبري بن زيد الدين علي بن تبكتكين سلطان إربل المتوفى سنة (630هـ) وهو أشهر من بالغ في الاحتفال بالمولد النبوي بعد العبيديين، فكان يعمل لذلك احتفالاً هائلاً كما ذكر ابن كثير في تاريخه، وقال : قال السبط : حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى. قال: وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية فيخلع عليهم ويطلق لهم ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم... إلى أن قال : وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار. اهـ. نقله من تاريخ ابن كثير.
قال الشيخ علي محفوظ في "الإبداع في مضار الابتداع" : وأول من أحدث المولد النبوي بمدينة إربل الملك المظفر أبو سعيد في القرن السابع، وقد استمر العمل بالموالد إلى يومنا هذا، وتوسع الناس فيها وابتدعوا بكل ما تهواه أنفسهم وتوحيه إليهم شياطين الإنس والجن، ولا نزاع في أنها من البدع… ا.هـ نقله.

خاتمة
فتبين مما سبق أن الاحتفال بالموالد ونحوها هو من ابتداع العبيديين، ثم تابعهم عليها غيرهم من الزهاد والملوك، وقلدهم في ذلك العوام، وقد علمت أن هذا كله مخالف لدلالات النصوص الشرعية ولعمل سلف هذه الأمة في القرون المفضلة. ويدخل في ذلك كل الاحتفالات والأعياد المحدثة، سواء كانت متعلقة بمناسبات دينية كذكرى المولد النبوي، أو الإسراء والمعراج أو الهجرة أو الغزوات والفتوحات أم تعلقت بغيرها من المناسبات كالأعياد الوطنية ونحوها، فكلها داخل في النهي، ويعظم خطرها ونكارتها إذا عرف أنها مأخوذة من أعياد الكفار.

المصادر