lundi 15 avril 2013

الصفات الأربعة لأهل الجنة

الصفات الأربعة لأهل الجنة
قال تعالى : وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد ( 31 ) هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ( 32 ) من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ( 33 ) ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ( 34 ) لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ( 35 ) سورة ق

أخبر سبحانه عن تقريب الجنة من المتقين، وأن أهلها هم الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع‏ ‏

الأولى‏:‏ أن يكون أواباً أي رجَّاعاً إلى الله من معصيته إلى طاعته ،ومن الغفلة عنه إلى ذكره‏.‏

قال عبيد بن عمير‏:‏ الأواب‏:‏ الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها، وقال مجاهد‏:‏ هو الذي إذا ذكر ذنبه استغفر منه‏.‏ وقال سعيد بن المسيب :‏ هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب‏.‏

الثانية‏:‏ أن يكون حفيظاً‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ لما ائتمنه الله عليه وافترضه‏.‏ وقال قتادة ‏‏‏:‏ حافظ لما استودعه الله من حقه ونعمته‏.‏

ولما كانت النفس لها قوتان‏:‏ قوة الطلب وقوة الإمساك، كان الأواب مستعملاً لقوة الطلب في رجوعه إلى الله ومرضاته وطاعته، والحفيظ مستعملاً لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه، فالحفيظ‏:‏ الممسك نفسه عما حرم عليه، والأواب‏:‏ المقبل على الله بطاعته‏.‏

الثالثة‏:‏ قوله‏:‏ ‏{من خشي الرحمن بالغيب}‏ ‏(‏الآية‏:‏ 33 من سورة ق‏.‏‏)‏، يتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته،وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد، ويتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه، ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه، فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله‏.‏

الرابعة‏:‏ قوله‏:‏ ‏{وجاء بقلب منيب‏}‏ ‏(‏الآية‏:‏ 33 من سورة ق‏.‏‏)‏، قال ابن عباس‏:‏ راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله‏.‏ وحقيقة الإنابة‏:‏ عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه‏.‏

ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله‏:‏ ‏{ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ‏.‏ لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد}‏ ‏(‏الآيتان‏:‏ 34، 35 من سورة ق‏.‏‏)‏‏.‏

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire