lundi 3 juin 2013

سقوط حزب الله

حزب الله وبشار الاسد
حسن نصر الله وبشار الأسد
طه خليفة
29/05/2013 - 4:54pm
أعترف أنني كنت يومًا أحد المخدوعين في حزب الله وزعيمه حسن نصر الله، لكن كان هناك في لبنان وخارجه من يعلمون حقيقة نوايا وأهداف الحزب ومن يحركونه، ولكن ضجيج شعارات مقاومة إسرائيل كان يطغى على أي صوت كاشف لخطر هذا الحزب، وكان لـ "التقية" - وهو مبدأ أصيل عند الشيعة - دور مهم في إخفاء الوظيفة الجوهرية للحزب الذي بانضمامه لطاغية دمشق في ذبح السوريين تسقط عنه آخر ورقة توت كان يداري بها عوراته السياسية والدينية والطائفية والمذهبية.
تحت شعار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان اختطف الحزب ورقة المقاومة الشعبية في لبنان - عندما كانت هناك مقاومة وطنية ضد احتلال - وصادرها لصالحه وجعلها صندوقًا مقدسًا مغلقًا عليه وحده حتى يتخذها ستارًا لتحويل نفسه إلى قوة عسكرية تفوق القوة العسكرية للدولة اللبنانية وبعيدًا عن رقابتها، وحتى يتحول إلى قوة سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية هائلة؛ ليشكل في النهاية دولة داخل الدولة اللبنانية ويصير لبنان دولة وشعبًا ومؤسسات وطوائف خاضعين لترهيب وترغيب سلاحه وماله، وهو ما تم له بنجاح، حيث أقصى منافسه الرئيسي داخل الطائفة الشيعية وهي حركة أمل ليتصدر هو قيادة الطائفة وعسكرتها وتجنيدها وراءه، كما أقصى القوى الوطنية الأخرى من اليمين لليسار عن ميدان المقاومة، وكان له ما أراد حيث صار مستحيلا على أي شخص أو جماعة أو حزب أن يذهب للجنوب لمقاومة إسرائيل؛ فقد احتكر تلك الجبهة وأغلقها على نفسه ليفتحها أو يجمدها حسب رغبة من يحركونه ويموّلونه ولحسابات خاصة بهم بعيدًا عن القرار الرسمي اللبناني، صار قرار الحرب والسلم بيد دولة حزب الله وليس بيد دولة لبنان، أما الرعاة فهم في مرحلة كانوا إيران وسوريا، ثم في مرحلة تالية انفردت إيران وحدها بالقرار في حركة الحزب وأقصت نظام الأسد حتى صار أداة صرفة بيديها لتجعله رأس حربة ضد إسرائيل باعتبار أن من يواجه إسرائيل "العدو" يلقى قبولاً شعبيًّا عربيًّا وإسلاميًّا وهذا ما تحقق للحزب، لكن طهران كان لها أهداف أخرى من فتح جبهة مع إسرائيل عبر أداتها اللبنانية وعلى أجساد لبنانيين وأشلاء لبنان، وهي الاستفادة من هذا الدور في صراعها مع أمريكا حليفة تل أبيب للوصول إلى تفاهمات وصفقات معها في القضايا الخلافية وفي تقاسم النفوذ بالمنطقة العربية، ولذلك تحول الحزب إلى لواء في الحرس الثوري الإيراني يفكر ويخطط له قادة هذا الحرس من طهران وفي لبنان، وتموّله الخزينة الإيرانية بالمال - يسميه نصر الله المال الطاهر- بينما الشعب الإيراني يئن من الفقر والجوع والقهر، ونصر الله في النهاية ما هو إلا دمية في أيدي إيران بوجه ولهجة لبنانية، بينما فكره وعقله وقلبه ومشاعره إيرانية وولاؤه وانتماؤه للولي الفقيه الخامنئي، وأهدافه لا تصب في خدمة المصالح اللبنانية والقضايا العربية والإسلامية - كما يزعم في خطبه من تحت الأرض خوفًا من إسرائيل - وإنما في خدمة المصالح الإيرانية فقط.
هذا الحزب الذي دعمه اللبنانيون والعرب والمسلمون في حرب 2006 مع إسرائيل رغم أنه هو من جرها للحرب بخطف جنودها ثم ندم نصر الله بعد ذلك وقال لو أعلم حجم الدمار الذي سيلحق بلبنان ما كنت خطفت الجنود، لكن الحقيقة أنه نفذ تعليمات سيده خامنئي، فالقرار ليس له، إنما هو أداة تنفيذية فقط، بعد انتهاء الحرب انصرف إلى معاقبة اللبنانيين ليفوز بالحرب معهم لتعويض خسارته لها أمام إسرائيل، فغزا بيروت واحتلها في السابع من مايو 2007 لأن حكومة فؤاد السنيورة طلبت إخضاع شبكة اتصالاته الخاصة للدولة ورفع مراقبته الأمنية عن المطار وسحب أسلحته الثقيلة من محيطه، فهو لا يتورع عن تدمير لبنان مقابل أن يبقى بسلاحه ودولته المستقلة لاختطاف البلد لصالح إيران وإرهاب اللبنانيين وتشكيل محور شيعي يمتد من العراق إلى سوريا مرورًا بلبنان تقوده إيران لبسط سيطرتها وهيمنتها على المنطقة العربية وهو حلم فارسي قديم، ولذلك فإن هذا المحور يقاتل علنًا وبفجور منذ اليوم الأول بجانب طاغية دمشق حتى لا يسقط؛ لأن في سقوطه خلخلة كبيرة لهذا المحور أو نهاية له وللأحلام الإمبراطورية الإيرانية، والهدف ليس القضاء على إسرائيل كما يزعمون إنما المطلوب هو الجسد العربي والثارات التاريخية الطائفية.
هذا الحزب هلل للربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن، لكنه وقف ضد ربيع سوريا وانحاز بشكل كامل لعصابة دمشق، المسألة لم تكن الانحياز لحرية الشعوب، إنما الشماتة في نظم لم تكن على وفاق مع محور الممانعة الكاذب الذي ينتمي إليه. ما الفارق بين ثورات شعوب دول الربيع لنيل حريتها، وبين ثورة الشعب السوري، هنا تسقط الورقة قبل الأخيرة لتفضح طائفية وتعصب حزب الله وقبله إيران، ثم تسقط الورقة الأخيرة ليتعرى تمامًا حزب الخديعة باصطفافه إلى جانب شبيحة الأسد في سفك دماء أحرار سوريا في القصير وفي غيرها.
سقط حزب الله، وسقط نصر الله، وسقط الخداع والتضليل والتزييف.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire