vendredi 24 mai 2013

‏انتشار التشيع تحت مظلة التصوف 1

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
إن الدارس للتصوف يصل إلى نتيجة وهي أن التصوف ليس له حد معروف عند معتنقيه ، فكل يعرف بما هو حاله ومقامه ولا أدلة على ذلك إلا كثرة التعاريف حتى فاقت الألف تعريف كما قيل.
وهذا الأمر جعل من التصوف أرضا خصبة للدعوات الباطنية لتنتشر في الأمة الإسلامية تحت مسمى التصوف، وذلك لأن التصوف لا يعتمد على الكتاب والسنة فقط بل له مصادر أخرى ينهل منها لم ينزل الله عز وجل بها من سلطان، مثل دعوى الكشف وعلم الغيب ودعوى التلقي عن الله عز وجل.
ومما يسهل على أصحاب هذه الدعوات باستغلال التصوف لنشر باطلهم هو القاعدة الصوفية لا تعترض فتنطرد، فكل ما يجيء به الشيخ من مخالفات لما عليه أهل السنة والجماعة لا يجد من يعارضه مخافة الإنكار على الشيخ فيخسر الدنيا والدين وتكون له خاتمة السوء كما هو معروف عند المتصوف.
ومن هؤلاء الذين يستغلون التصوف لنشر دعوتهم الشيعة الإمامية فقد كانوا يرسلون دعاتهم إلى المتصوف فيظهرون لهم الولاية والجذب، فيبشرون بتعاليم هذا المذهب، فيتلقاها المتصوف منها على أنها علوم الأسرار التي خص بها أولياء الصوفية، وبهذا الطريقة ينتشر التشيع بين صفوف الصوفية دون أن يشعروا فبعد مدة من الزمن وإن طالت يصبح لهذا التشيع أتباع، وقد نجحوا بهذا حتى أصبح بمصر مليون شيعي في الطرق الصوفية كما جاء بخر نشرته العربية نت.

ربما يكون الحلاج من الذين استغلوا التصوف لنشر التشيع بين الأوساط الصوفية وإن كنت أظن غير ذلك ولكن الحلاج دعا للتشيع قال ابن النديم في الفهرست : (( وروى عنه أنه في أول أمره كان يدعو إلى الرضا من آل محمد فسعي به وأخذ بالجبل فضرب بالسوط )) [ ص 269 ]، ولم يقف على هذا الحد بل كان أحد الذين ادعوا البابية للمهدي المنتظر عند الشيعة ولكنهم اتهموه بالكذب لحاجة في نفسهم ذكر هذه القصة الطوسي في كتاب الغيبة [ ص 401 - 403 ]
وإن كانت قصة الحلاج تحتمل الشك لأن الحلاج كان يسعى لهدم الدين حتى ادعى الألوهية، فلنضرب مثالا آخر لدعاة التشيع في التسلل في سلك التصوف لنشر معتقداتهم، وهذا المثال هو التبشير بمهدي الإمامية الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري، فمن الذين تولوا هذه المهمة حسن العراقي شيخ الشعراني حتى أقنع الشعراني بهذه العقيدة فأوردها في كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر قال الشعراني : (( ... فهناك يترقب خروج المهدي عليه السلام، وهو من أولاد الإمام الحسن العسكري، ومولده عليه السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم عليه السلام فيكون عمره إلى وقتنا هذا وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، سبعمائة سنة وست سنين. هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة رطلي بمصر المحروسة عن الإمام المهدي عليه السلام حين اجتمع به، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهما الله تعالى )) [ ص 562 / 2 ]
أما عن قصة هذا الداعية فقد ذكرها الشعراني في كتاب الطبقات قال في ترجمة شيخه العارف بالله حسن العراقي : (( وقال أريد أن أحكي لك حكايتي من مبتدأ أمري إلى وقتي هذا كأنك كنت رفيقي من الصغر، فقلت له : نعم فقال كنت شاباً من دمشق، وكنت صانعاً، وكنا نجتمع يوماً في الجمعة على اللهو واللعب، والخمر، فجاءني التنبيه من الله تعالى يوماً ألهذا خلقت؟ فتركت ما هم فيه، وهربت منهم فتبعوا ورائي فلم يدركوني، فدخلت جامع بني أمية، فوجدت شخصاً يتكلم على الكرسي في شأن المهدي عليه السلام، فاشتقت إلى لقائه فصرت لا أسجد سجدة إلا وسألت الله تعالى أن يجمعني عليه فبينما أنا ليلة بعد صلاة المغرب أصلي صلاة السنة، وإذا بشخص جلس خلفي، وحسس على كتفي، وقال لي : قد استجاب الله تعالى دعاءك يا ولدي مالك أنا المهدي فقلت تذهب معي إلى الدار، فقال نعم، فذهب معي، فقال: أخل لي مكاناً أنفرد فيه فأخليت له مكاناً فأقام عندي سبعة أيام بلياليها، ولقنني الذكر، وقال أعلمك وردي تدوم عليه إن شاء الله تعالى تصوم يوماً، وتفطر يوماً، وتصلي كل ليلة خمسمائة ركعة، فقلت: نعم فكنت أصلي خلفه كل ليلة خمسمائة ركعة وكنت شاباً أمرد حسن الصورة فكان يقول : لا تجلس قط إلا ورائي فكنت أفعل، وكانت عمامته كعمامة العجم، وعليه جبة من وبر الجمال فلما انقضت السبعة أيام خرج، فودعته، وقال لي : يا حسن ما وقع لي قط مع أحد ما وقع معك فدم علي ورعك حتى تعجز، فإنك ستعمر عمراً طويلا انتهى كلام المهدي )) [ ص 475 ]
فهذا الشيخ جاء لمصر من الشام ليبشر بأنه التقى مع مهدي الإمامية وأنه لقنه الذكر والورد وهذا عن طريق الكشف حتى لا يطالب بالدليل وكي يقنع المتصوف بهذه القصة وهذه الطريقة ( أي الكشف ) معتبرة عند المتصوف وسوف نذكر في المشاركات القادمة أمثلة أكثر على هذه الاختراقات، والله ولي التوفيق.

-------------------
أبو عثمان صاحب البحث
المصدر : منتديات الجلفة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire