jeudi 2 mai 2013

جامع بني أمية الكبير بحلب

دمار هائل لحق بالجامع الأموي الكبير في حلب

فُتحت مدينة حلب في عام 16 هـ (637 م) في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلى يد صحابة رسول الله رضوان الله عليهم : أبو عبيدة عامر بن الجرّاح (القائد العام لجيوش الفتح في الشام)، عياض بن غُنم (قائد القوات الإسلامية في معركة حلب)، وكان خالد بن الوليد على الخيل، وبعد أن تمّ الفتح أسّس الصحابة رضوان الله عليهم مسجداً للمدينة، كانت عمارته متواضعة كحال العمارة في ذلك الزمن.
وفي العصر الأموي أمر الخليفة “الوليد بن عبد الملك” ببناء جامع حلب في نفس موقع الجامع القديم ليوازي جامع دمشق بمساحته وروعته وذلك لأهمية المدينة وثقلها التاريخي، وقد انتهت أعمال البناء في عام 97 هـ (715 م).
يقع جامع حلب الأموي غرب القلعة الأثرية “موقع أقدم قلعة في العالم”، ويضاهي في بنائه جامع دمشق من حيث المساحة والأبعاد، حيث تبلغ أبعاد المصلى فيه (100×18) متر تقريباً، بينما تبلغ أبعاد صحن الجامع (79×47) متر، ويحيط بالصحن رواقٌ مغطى له أعمدٌة تحمل السقف.
للجامع أربعة أبواب في جهاته الأربعة، الباب الرئيسي هو الباب الشمالي الذي يقع تحت المئذنة مباشرةً ويسمى “باب الجراكسة” ويفتح على صحن الجامع، والباب الجنوبي وهو الباب الذي يفتح على قاعة الصلاة من “سوق المدينة” ويسمى “باب النحّاسين”، وأما الباب الشرقي فهو الباب الذي يفتح على صحن الجامع من “سوق المدينة” أيضاً، والباب الأخير هو الباب الغربي ويفتح على صحن الجامع.
تمّ اعتبار المسجد جزءاّ من التراث العالمي من قبل منظمة “اليونسكو” وذلك عام 1986م.
تعرّض الجامع في تاريخه الطويل (أكثر من 1300 عام) لعدة عمليات إحراق وتدمير على النحو التالي:
  1. إحراق الإمبراطور البيزنطي “نيقفور فوكاس” للجامع عام 115 هـ (962 م) بعد أن احتل مدينة حلب.
  2. احتراق الجامع في عهد “نور الدين زنكي” عام 564 هـ (1168 م).
  3. إحراق الجامع من قبل “صاحب سيس” (أحد قادة هولاكو) عام 679 هـ (1280 م).
  4. إحراق الجامع وتدمير ما فيه من قبل قوات النظام الأسدي بعد أن رحلوا عنه عام 1433 هـ (2012 م).
أما المئذنة فلقد بُنيت في الزاوية الشمالية الغربية من المسجد في العهد السلجوقي وبالتحديد في عهد السلطان “عماد الدين زنكي” ملك حلب وجد “نور الدين”، وذلك في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي)، يبلغ طولها حوالي 45 متراً ومسقطها مربع الشكل طول ضلعه ستة أمتار، وتنقسم واجهة المئذنة إلى أربعة مستويات لكل مستوى زخارف مختلفة ويفصل ما بين كل مستوى وآخر كتابات كوفية، ويوجد في القسم الأعلى من المئذنة شرفة المؤذن المصنوعة من الخشب، تم ترميم المئذنة في العهد السلجوقي في عهد السلطان “ملكشاه بن ألب أرسلان” عام 482هـ (1089 م) ثم تمّ ترميم الجزء العلوي من المئذنة في عهد “تتش بن ألب أرسلان” عام 487 هـ (1094 م).
تم تدمير المئذنة تدميراً كاملاً يوم الأربعاء 14/6/1434هـ (24/4/2013م) على يد قوّات النظام الأسدي وذلك بفعل قذائف مدفعية متتالية كانت تستهدف قاعدة المئذنة بعد أن ظلّت المئذنة شامخة لأكثر من ثمانية قرون.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire